استضافت مؤسسة محطات للفن المعاصر هذه الورشة، والتي امتدت لعشرة أيام، بحيث خُصص يوم أو يومين لكل مجال معرفي. حاولنا في كل مجال أن نلجأ إلى منهجيات تربوية متنوعة، فبعض الجلسات اعتمدت على إثارة نقاش حول مسألة أو فكرة معينة، بحيث نشاهد فيديو أو نقرأ مقالاً يمهّد لهذا النقاش. في علم الاجتماع على سبيل المثال، بدأنا نقاش حول الأدوار الاجتماعية للرجل والمرأة بعرض صور توضح كيف يتم تنميط تصوراتنا عن الذكر والأنثى من خلال ألوان ملابس الأطفال أو ألعابهم أو أشياء أخرى تخصهم، خدمت هذه الصور كحافز لطرح أسئلة مختلفة أو لخلق جدال حول كيفية تشكل هذه الأدوار الاجتماعية و كيف تصبح بالنسبة لنا بمثابة طبيعة ثانية، وتحدثنا عن الهيمنة الثقافية أو كيف تضمن الطبقة الحاكمة والمستفيدة من البنية الاجتماعية الحالية استمرارية تمايزها والحفاظ على مصالحها بالهيمنة الثقافية عبر الخطاب الإعلامي والإنتاج المعرفي والتشريع وعبر كل المؤسسات الاجتماعية، وتعرضنا لمفهوم الطبقات الاجتماعية وكيف يساهم رأس المال الثقافي والاجتماعي في حفظ التمايز بين الطبقات وإعادة إنتاج التفاوتات الاجتماعية.
مفهوم مثل الحق في المدينة كان مدخلاً هامًا لتناول العلوم السياسية. منه تطرقنا لمناقشة الحقوق المختلفة في التنقل والسكن والمساحات العامة والعمل، وقدّمنا لمفاهيم مختلفة عن السُلطة والحراك الاجتماعي والمجتمع المدني وغيرها. وفي نهاية جلسات العلوم السياسية فتحنا نقاش عن استرداد الحق في المدينة بإعطاء نماذج لحالات قائمة قرأنا وتناقشنا حولها. بعض الجلسات الأخرى تلجأ لاستخدام أنشطة تفاعلية، فمثلا في التاريخ، كانت المحاولة لقراءة مختلفة لثورة ١٩١٩ عما جاء في كتب المدرسة، وباستخدام خريطة للقاهرة قام المشاركون بتتبع سير التظاهرات التي علموا بها من خلال قراءتهم لمذكرات “الأيام الحمراء: مذكرات الشيخ عبد الوهاب النجار عن ثورة ١٩١٩ “. واستتبع ذلك زيارة ميدانية لبيت سعد زغلول المعروف “ببيت الأمة” في منطقة المنيرة، كمحاولة لمقارنة تاريخ الثورة كما يقدمه المتحف بسرديات أخرى، والنظر لمستويات مختلفة من تأريخ ذاك الحدث.